2010/04/13

... كي لا تندم



سكون عم المكان ..
وانعكاس خجول لضوء القمر على سطح اليم أبهر ألإنسان ..
للنجوم حظور في تلك الليله وكأنها تزف ذلك القمر إلى يوم سعده 
صوت الأمواج تغدو وتروح وبرقفتها رذاذ يزكي الأنفاس .. 
لتحمل كل من جلس هناك إلى عالم أحلامه ..
لتجعله يبوح بأسراره ..



هناك وعلى مقربةٍ من الشاطئ جلس صاحبنا 
بتأمل في حاله .. يفتح دفتر حياته .. ليقلب صفحاته ..
فهو يتنقل بين يوم جميل وآخر سعيد ..
يفتح صفحاته وهو يرى كيف تخطى أيام الشقاء والعناء
فترى تارة البسمة تعلو محياه وترى التأمل والتفكر يباغت وجهه 
فهاهو ينظر في يوم دخوله للمرحلة الإبتدائية 
يالها من لحظات جميله يعشها صاحبنا في هذا الوقت 
وهاهو يرى يتذكر يوم تخرجه 
مرت ثلاث ساعااات على صاحبنا ولم يشعر بالوقت


في هذا الوقت اختبأ القمر خلف السحب وكأنه عذراء امتلأت حياً من عاشقها 
غارت النجوم وازداد المكان هدوء وشاعرية 
بعد تذكره ليوم تخرجه من المرحلة الجامعية
قلَّب صاحبنا الصفحات ليقف عند يوم كان فيه تغير مجرى حياته 
تح صفحة ذلك اليوم ثم نظر وأمعن وتأمل في ذلك اليوم 
وكأنه أبطأ لف شريط الذكريات ليروق له الذكر
أطال صاحبنا في ذكر هذا اليوم
وماهي الا لحظات حتى خيمت مُزَنْ الحزن على محياه 
وتساقط الصيب من مقلتاه مدرار


أخي القارىء دعنا نجوب ذكريات صاحبنا لعلنا نجد جواباً شافيا لحزنه



هاهو صاحبنا برفقة والديه 
في حفل تكريممه على تخرجه 
تغمرهم البسمه وتغرقهم الفرحة 
يالها من ذكريات جميله


فياترى هل هذا سبب حزنه لنكمل أحداث تلك اليوم حتى يتبين لنا سبب حزنه

؟؟؟؟؟؟؟؟

خرج والديه من ذلك الحفل واستقلوا سيارتهم الخاصة 
وقبل أن يذهبوا الى منزلهم 
نادته أمه وقالت له : لا تتأخر فإن احتفالنا سيبدأ عند قدومك إلى المنزل 
تأخر الابن قليلا عن والديه قليلا ثم امتطى سيارته وذهب إلى بيته  
وهو في طريقه للبيت استوقفته زحمة السير .. !
تعجب كثيرا .. !! ياترى ما سبب هذا الزحام ؟
فهو على غير المعتاد 
زاد الفضول لديه وسأل من بجانبه من الناس عن سبب هذا الزحام 

فقالوا له أن سيارة مسرعة ارتطمت بإخرى كانت تسير على هذا الطريق

تمتمَ صاحبنا بـ { إن لله وإن إليه راجعون }

ثم أردف سؤاله الأول بسؤال آخر 
وقال:
مانوع تلك السيارتين 
فوصفوا له تلك السيارتين وكان وصف احدهما قريبا من وصف صاحبنا 
ارتبك صاحبنا عند سمعه لوصف تلك السيارة 
فكر قليلا هل هي سيارة والداي 
حاول صاحبنا أن يتمالك نفسه ويغلب جانب التفائل لكنه لم يستطع 
أخذ هاتفه المحمول واتصل بهاتف والده في المرة الأولى لم يجد جواباً كرر الإتصال على والده ولكن كل محاولاته بائت بالفشل 
اتصل على هاتف والدته ولكن هذه المحاولة لم تكن بأحسن من سابقاتها 
في هذه اللحظة لم يتمالك صاحبنا أعصابه فأركن سيارته على قارعة الطريق ونزل مسرعاً متجهاً إلى موقع ذلك الحادث 
من بعيد يلمح سيارة والده أزداد اضطرابه أخذ يركض وعندما وصل


تأكد من الذي كان يخشاه نعم إنها سيارة والده 
صرخ هذا الإبن بأعلى صوته والداي والداي 
أمي أبي أين أنتما
من بعيد لم جسدين ممدودين على الأرض اتجه نحوهما مسرعاً والأدمع تتساقط من عينه وهو يصيح والداي 

و منعوه رجال الأمن أن يرى والده لحالته التي كانت أشبه بالجنون فكان يصرخ بأعلى صوته أمي أبي 
حاولوا تهدئته ولكنه كاان في حالة يرثى لها 
بعد هدوؤه سمحوا له بأن يرى والداه فتش الغطأ عن وجه أبيه ثم أقبل عليه يبكي
يبكي بحرقه كان يصرخ 
ويقول لمن تتركوني 
بكى كل من شاهد هذا الموقف 
لم يتمالك نفسه صاحبنا حتى انهارت نفسيته 
تعب كثيرا وأتعب من كان هناك


كيف لا يبكي وقد ضل وحيدا 
كيف لا يبكي وقد فقد الدنيا بأكملها 
كيف لا يبكي وقد ماتت السعاده بموت امه 
كيف لا يبكي وقد وقد رحل الحنان برحيل أمه 
كيف لا يبكي وقد فقد أمه وأبيه .؟


بعد هذا كله مضى صاحبنا إلى بيته 
وقد ألقى بسعادته بعيدا 
دخل بيته تذكر آخر كلمه سمعها من والدته 
لا تتأخر فإن احتفالنا سيبدأ عند قدومك إلى المنزل
غمرت عينااه الدموع بكى ثم بكى ثم بكى حتى أبكى ذلك البيت معه 

عوده }:,’.


أخي القارئ انظر الى صاحبنا فلقد سطر كلامات في تلك الصفحة 
لقد سطر 
عجبيت ممن والداه على قيد الحياة ولا يبرهما فودتت أن أحدهما حيٌ كي أقبل يداه
أقفل صاحبنا دفتر ذكرياته وألقى به في اليم ليأخذه اليم ويلقيه بعيدا عن ناظريه

هناك تعليق واحد:

sweetcat يقول...

تسلمى جامد طحن